صورة من صور الغربة

عندما يفد الينا القادمون من ارض الوطن الحبيب ورفقاء رحلة الكفاح فى متاهات الغربة ودهاليزها نستبشر خيرا بمقدمهم وتكاد الدنيا لا تسعنا فرحا هاهم قد امضوا اجازاتهم بين اهلهم وذويهم ووصلوا ما وهن من صلات القربى وعلاقة الرحم بسبب غربة ربما طال امدها عند بعضهم وبلاشك ان فرحتنا كبيرة جدا بقدومهم لاننا نرى انفسنا فيهم وكذلك فانهم عائدون من الارض الرحيبة وقد جلبوا لنا اخبار اهلها الكرام ونحن اكثر لهفة ولو لمعرفة قليلها واحسب ان الشغف ينال منا حينها حتى ننسى واجب الضيافة ونجتاز حدود اللياقة والاتيكيت ولا نسمح لهم بان ياخذوا قسطا من الراحة يقيهم عناء ما لاقوا وهم فى طريقهم الينا فى تلك اللحظات تسقط عنا اشياء كثيرة كنا نتحلى بها دوما منها ادب الحديث فنمضى نقاطع بعضنا من ثم نلقى بالاسئلة دفعة واحدة وربما نتسبب فى تشتيت افكارهم واحسب انه فى بعض الاحيان يتناسون اخبارا مهمة لكنهم يبوحون بها حين تسعفهم الذاكرة ويكون قد مضى زمان على تواجدهم بيننا

الغالي ابا تسابيح
أحيييك وانت تجسد وتصور بقلمك مشهد يتكرر كثيرا ولا يقف عند الغربة وعودة الرفقاء من اجازاتهم بل يكبر ليشمل لقاك بكل من ياتيك من دارك واهلك واحبابك بعد طول غياب عنهم ليشفي صدرك بقليل من أخبارهم واحوالهم المرئية والمسموعة والمعايشة ، ويذكرني كلامك هذا ايضا ما جاد به المولى عز وجل في الفترة الاخيرة من كثرة قنوات التلفزة السودانية والتي اصبحت تنقل وتتسابق في نقل اخبار الاهل والاحباب من كل مكان بالسودان اذكر قبل شهور وانا بالغربة والشوق والحنين بلغ مني مبلغه للسودان عموما وللبلد بالخصوص اتاني ضيف عزيز مع لحظة ظهور اهلنا في كرقس على شاشة الفضائية السودانية والحمد لله ان كان هذا الضيف متفهما ومقدرا لمدي اللوعة واللهفة والتعطش لسماع اخبار اهلنا والنظر الي تلك الوجوه النيرة والا كان قد غادرني الى غير رجعة من كثرة انشغالي عنه وشرودي ما بين الحصا والعيشاب وكامقلي والسوق .

تقبل مروري وتحياتي