دعوني أحلم
كثيراً ما أفكر في عالمنا الإسلامي والعربي، وأتأمل في فيما حباه الله له من نعم مادية وبشرية، بل وقبل ذلك فيما أنعم الله عليه من أن جعل آخر رسالاته السماوية تهبط عليه ليلتزم بها ويعمل على نشرها في كل أنحاء المعمورة والواقع أن عالمنا الإسلامي والعربي لا يتعامل مع هذه الدرة إلا في نطاق ضيق ولا يعمل على نشرها إلا في نطاق أضيق. أقول في نفسي لو قدر الله أن تكون هذه الرسالة بما معها من معجزات عند الغرب كيف يكون حالنا اليوم، أعتقد أننا نكون قد تمسكنا بها شئنا أم أبينا وذلك للجد الذي يعمل به الغرب في نشر ما عنده من خير حسب قناعاته،ولكنني عندما أنظر إلى واقعنا المعاش أجد أننا نملك أغلى درة في هذا العالم بيد أننا لم نستفد منها حق الاستفادة ولم نصدرها لغيرنا ليستفيد منها هو ثم يعيد تصديرها لنا مغلفة في ثوب جديد حتى تنال إعجابنا ونتذوق طعمها،المراقب لأحوال الذين يطوفون في بعض بلاد الغرب من أبناء جلدتنا لا يعودون فقط بالإعجاب بما عند الغرب بل يعملون على نشره علينا وتثقيفنا به دون أن يعملوا على تطبيقه في مجتمعاتنا مما جعلنا دائماً في مؤخرة الشعوب، إن الإمكانات المتوفرة لدينا من ترابط ديني ولغوي واجتماعي وعرقي تجعلنا أكثر الأمم أهلية للوحدة الأيدلوجية والجغرافية، كم كنت أتمنى أن أحلم وأرى أن عالمنا الإسلامي والعربي تجمعه دولة كبرى بداخلها دويلات صغرى وتكون عاصمتها مثلاً الرياض dc، واختياري للرياض نابع من أن قلوب كل المسلمين متعلقة بالمملكة العربية السعودية مهبط الوحي وحاضنة الحرمين الشريفين حفظهما الله،لقد اقشعر بدني عام 1402هـ عندما كنت في الحج وبالتحديد في الجمرات رأيت شباباً بيض الوجوه يهتفون بلسان واحد ـ الله واحد أحد يا مسلمين احتدواـ فقلت الله أكبر يا ربي حقق لنا هذه الأمنية. تصور كم تكون سعادتنا إذا كنا في دولة واحدة من نواكشوط إلى مقديشو مروراً بالجزيرة العربية من يستطيع أن يذكرنا بذلك المثل الذي مللنا من سماعه ـ أكلت يوم أكل الثور الأبيض ـ إلى متى نظل نستمع إلى مثل هذه الأمثال وليس منا ببعيد اتحاد أوروبا والذي أحسبه ليس لديه ربع العشر مما لدينا من إمكانيات الترابط. أسأل الله أن يحقق أحلامنا، كل الذي أتمناه من إخواني أن يقولوا آمين عسى أن يكون فينا من تكون دعواه مستجابة.
النميابي
0598148682 ــ 28 يوليه 2009م
0598148682 ــ 28 يوليه 2009م